تابع : مصر في عصور الإحتلال
ثانياً : مصر في العصر الروماني
أباطرة القرن الثالث الميلادي
21 - الإمبراطور كاراكلا - Caracalla
188م - 211م
مقدمة
هو كاراكلا - الإمبراطور الثالث عشر في عداد الأباطرة الرومان الذين تعاقبوا على عرش الإمبراطورية الرومانية ، والذي حكم في الفترة الأعوام من 211 -217 م . وقد وُلِدَ الإمبراطور كاراكلا في سنة 131م . جلس على كرسي العرش بداية من حكمه بالمشاركة مع والده الإمبراطور " سبتيموس سيفيروس " ، وشقيقة الأصغر جيتا في سنة 188م - وحتي إنفراده بالحكم في سنة 213م ، وإلى إغتياله في سنة 217م . و كاراكلا ذو الأصول البونيقية من أبيه سيبتيموس سيفيروس والعربية من أمه جوليا دومنا الشهيرة إبنة مدينة حمص السورية ، والتي كانت ذات نفوذ وقوة وسلطة في الامبراطورية الرومانية.
ذو الأصول البونيقية من أبيه سيبتيموس سيفيروس والعربية من أمه جوليا دومنا الشهيرة إبنة مدينة حمص التي كانت ذات نفوذ وقوة وسلطة في الامبراطورية الرومانية.
المولد والنشأة
ولد الإمبراطور " كاركلا " - في لوغدنوم ( ليون في فرنسا حالياً ). إسمه في الميلاد هو : "لوسيوس سبتيموس باسيانوس".
وفي سن السابعه ، تم تغيير إسمه إلى : " ماركوس أوريليوس انطونيوس أوغسطس " - وذلك لتأكيد الإنتماء إلى أسرة ماركوس اوريليوس.
إتخذ لقب " كاراكلا " ، نسبة إلى إزاره المُميز كالبرنوس الذي كان يرتديه ، والذي أصبح موضة
لقد كان الإبن البِكر لـ سيبتيموس سيفيروس والامبراطور الروماني من 211 - 217م. وكان واحداً من أكثر ذهاني (مريض نفسياً) من الأباطره الرومان.
ويُُعد كاراكلا من أبرز الأباطرة الرومان الذين تركوا آثاراً إجتماعية هامة ، وكان حكمه لافتا للأنظار بسبب إنجازاته التي قام بها خلال فترة حكمه.
حصول ( كاركلا ) على الجنسية الرومانية
الإمبراطور كاركلا
الحكم بالمشاركة مع أبيه سفيروس وأخيه جيتا
لقد أصدر سنة (212م) مرسوم (كاركلا) الشهير ، حيث منح كاراكلا الجنسية الرومانية للأحرار ، في جميع أنحاء الإمبراطوريه الرومانية ، وذلك من اجل زيادة الضرائب ، التي بموجبها ، أصبح جميع سكان الإمبراطورية سواسية ، يخضعون لقانون واحد ضمن الحرية والحقوق الأساسية التي منحت إليهم التخفيض في قيمة العملة الفضية بنسبة 25 ٪ من اجل دفع رواتب الجحافل .
وقد إهتم الإمبراطور الروماني " كاركلا " ، إبان فترة حكمه ، بتشييد للحمامات كبيرة خارج روما ، والتي لا تزال المعروفة بحمامات كاراكلا، ما زالت آثارها قائمة حتى الآن، تمتد على مساحة قدرها (11) هكتارا ، وكانت تتسع لألف وستمائة زائراً .
الإمبراطور جيتا
أولاً - [نبذة تعريفية عن الإمبراطور جيتا]
هو بوبليوس سبتيميوس جيتا أوغسطس ( 7 مارس 189 م - 19 ديسمبر 211 م ) ، ولقد كان امبراطور روماني الثالث والعشرون ، شارك بالحكم مع أبيه سيبتيموس سيفيروس ، وأخيه الأكبر كاراكلا منذ سنة 209 م - إلى وفاته.
وقد ولد جيتا في وقت كان فيه سبتيموس سيفيروس ، حاكماً أقليمياً في عهد الامبراطور كومودوس ، وكان قد أنجبه من زوجته الثانية " جوليا دومنا ".
صورة للإمبراطور كاراكلا وهو طفلاً بين أبويه الإمبراطور سبتيموس سيفيروس وأنه جوليا دومنا
وقد حدث أنه بعد وفاة سيبتيموس سيفيروس ، تنازع الشقيقان على العرش ، ووصلت الأمور إلى حافة الحرب الأهلية ، حيث تحدث المؤرخ هيروديان عن إنشقاق متوقع في الإمبراطورية ، بحيث يحكم جيتا الجزء الشرقي ، لكن يبدو أن جوليا دومنا كانت قد عارضت هذا الفعل، وحالت دون وقوعه، وفي النهاية نجح كركلا باغتيال اخيه بعد أن دعاه إلى المصالحة في حضرة والدتهم جوليا دومنا ، حيث قُتل غيتا بين .ذراعي والدته التي حاولت حمايته.
ثانياً - [ مقتل جيتا وإنفراد كاراكلا بالحكم ]
كان الإمبراطور سبتيموس سيفيروس ، قد أعلن كاراكلا إبنه - شريكاً له في الحكم كامبراطور مع أخيه الأصغر جيتا ، عندما كان يتجول في حملته الشمالية في ابيراكم (يورك) في بريطانيا ، واعترف مجلس الشيوخ الروماني والشعب والولايات بولدي سبتيموس ، وتولى كلاهما الإمبراطورية بسلطة متكافئة ، ومستقلة بوصفهما وريثين شريكين في العرش الروماني ، ولكن نظرا لأن كل منهما يريد ان يكون الحاكم الوحيد، كان التوتر واضحاً بين الاشقاء في الأشهر القليلة التي حكما الامبراطوريه معا (حتى انهما فكرا في تقسيم الامبراطورية إلى قسمين بحيث يحتفظ (كاراكلا) بأوروبا ويتخذ من روما عاصمة له ، وأن تترك آسيا لأخيه (جيتا) ، الذي يمكن أن يتخذ من (انطاكية) أو (الإسكندرية) عاصمة له ، ولكن أمهما أقنعتهما بعدم القيام بذلك.
إنفراد كاركلا بالحكم بقتل أخيه "جيتا"
الإمبراطور كاراكلا
لقد طلب من الفيلسوف (سنيكا) ، أن يعد رسالة تسوغ هذا القتل موجهة للسانتو (مجلس الشيوخ) ، ففعل ، ثم أمر (بابنيان) أن يفرغ كل ما أوتي من مهارة وفصاحة في سبيل تلمس الأعذار لهذه الفعلة ، ولكن المفاجاة التي لم يكن (الإمبراطور كاراكلا) أن يتوقعها هي رفض رجل العدالة هذا الأمر وقال في إباء وشجاعة مؤثرا فقدان حياته على ضياع شرفه : " إن قتل الأشقاء أهون من تسويغ هذا القتل ، وبعد إلحاح الإمبراطور قال (بابنيان) : " إن تسويغ قتل النفس ليس أسهل من اقتراف القتل " ، وقال رداً على الإمبراطور حينما حاول أن يجعل عمله دفاعاً عن النفس : " إن اتهام قتيل برئ بالقتل قتل له ثان ".
وكان هذا الجواب المشهور سبب ضياع حياته ، فما كان من الإمبراطور إلا أن يأمر الجنود المحيطين به بقتله، فتقدم أحدهم ببلطة ، فما كان من (بابنيان) إلا أن إنتهره لإستخدامه البلطة بدلاً من السيف ، وهكذا قتل دفاعاً عن الحق وإظهار العدالة ، ولقد أطلق عليه الشعب على الإمبراطور (قاتل أخيه وبابنيان) ، بعد إن كان يطلق عليه (قاتل أخيه) .
الإمبراطور كاركلا وغزو الشرق
لقد استولت على الإمبراطور (كاركلا) فكرة غزو الشرق تشبها بـ(الإسكندر المقدوني) فإنتقل إلى إنطاكية ليقوم بمهاجمة (بارثيا) ، وعَهَدَ إلى والدته أوغستا (جوليا دومنا) تصريف شئون الحكم المدني ، وإعتبرها أمينة سره ورئيسة ديوانه، تستلم الرسائل وتجيب عليها ، لذا فهي تحل محله في إستقبال رجال الدولة والأجانب.
أشهر جرائم الإمبراطور كاراكلا
( مذبحة الأسكندرية )
لقد إحتج الأسكندريين المصريين على سياسية الإمبراطور كاركلا - في الحكم - وبصفه عامة - على الحكم الروماني ، مما أدى في عام 215 م على إثر ذلك ، قيام الإمبراطور الروماني كاركلا بزيارة إلى الإسكندرية ، بدعوى إقامة إحتفال كبير ، دعا للحضور فيه خيرة شباب ورجال الأسكندرية ، وكان يضمر في داخلة نية الإنتقام ، فما إن لبى مئات الألوف من الشباب والرجال - وكان بينهم نساء وأطفال - دعوة الإمبراطور كاركلا ، حتي كانت الإشارة ببدء المذبحة التي راح ضحيتها أكثر من من عشرين ألف نفس ، وكان السبب - قصيدة هجاء قيلت في كاركلا.
مذبحة كاراكلا في الأسكندرية في سنة 215 م
مقتل الإمبراطور كاراكلا
في عام 217 م - إستولى حب الغنائم على تفكير الجند إستيلاء خطيراً ، فأصبح كل همهم وأضحى الإمبراطور ( كاركـــلا ) ، فأقدموا على قتله في كاراي التي هزم فيها (كراسوس) وهو في قمة مجده ، وإستولى قائد الحرس الإمبراطوري (ماكرينوس) على السُلطة.
إرسال تعليق