[ بطاركة القرن التاسع / العاشر الميلادي ]
58 - البابا قسما الثالث - Cosmas III
920 م - 932 م
مقدمة
عقب نياحة البطريرك الأنبا غبريال الأول ، تم إنتخاب الأنبا قزمان الثالث ، حيث كان اسمه قزمان قبل رسامته ، ورسم بطريركًا في برمهات 636 ش - الموافق 28 فبراير سنة 920 م ـ وكانت هناك خلافات بين الكنيسة القبطية ، وإبنتها الكنيسة الحبشية ، وعند جلوس الأنبا قسما على الكرسي المرقسي أرسل ملك الحبشة رسلًا للبابا يطلب منه تعيين مطران قبطي لكنيستهم لكي يجعله وصيًا على ولديه الصغيرين ، ورسم البابا الأنبا بطرس مطرانًا لهم ، وسام معهم بالحبشة ، وقوبلت رسامته بالترحاب.
وبعد زمن مرض الملك ، وشعر بدنو أجله ، فأستحضر ولديه، ودعا المطران إليه ، ورفع التاج عن رأسه وسلمه للمطران قائلًا: " أنا ذاهب إلى المسيح والذي ترى أنه يصلح من ولدى للملك بعدى فتوجه " ، ولما توفي الملك رأى المطران والوزراء أن الابن الأصغر أصلح للملك ، فألبسوه التاج ، ثم حدث ، أنه بعد مرور فترة وجيزة من مراسم التتويج ، أن وصل إلى أثيوبيا راهب من دير الأنبا أنطونيوس إسمه بقطر ، ومعه رفيق له إسمه مينا ، وطلبا من المطران مالًا فلم يعطهما ، فأغواهما الشيطان ليُدبرا مكيدة ضده.
فلبس أحدهما زى الأساقفة ولبس الآخر زى تلميذًا له ، وزورا كتابا من الأب البطريرك إلى رجال الدولة يقول فيه " بلغنا أنه قد حضر عندكم إنسان ضال إسمه بطرس، وادعى أننا أوفدناه مطرانًا عليكم وهو في ذلك كاذب ، والذي يحمل إليكم هذا الكتاب هو المطران الشرعي مينا ، وقد بلغنا أن بطرس المذكور قد توج إبن الملك الصغير دون الكبير ، مخالفًا في ذلك الشرائع الدينية والمدنية ، فيجب حال وصوله أن تنفوا كلا من المطران والملك ، وأن تعتبروا الأب مينا حامل رسائلنا هذه مطرانًا شرعياً ، وتسمحوا له أن يتوج الابن الأكبر ملكاً ".
وقدم الراهبان الكتاب لابن الملك الأكبر ، فلما قرأه جمع الوزراء وأكابر المملكة وتلاه عليهم.
ولما وصلت هذه الأخبار إلى البابا قزما حزن حزنًا عظيمًا ، وأرسل كتابًا إلى أثيوبيا بحرم مينا الكاذب ، فغضب الملك على مينا وقتله ، وطلب المطران بطرس من منفاه ، فوجده قد تنيَّح ، ولم يقبل الأب البطريرك أن يرسم لهم مطرانا عوضه ، وهكذا فعل البطاركة الأربعة الذين تولوا الكرسي بعده ، وكانت أيام هذا الأب كلها سلاماً وهدوءاً، لولا هذا الحادث.
[ تابع
فترة خلافة الدولة العباسية الإسلامية الشيعية ]
الخليفة المقتدر بالله
908م - 932م
[ إنظر تفاصيل تاريخ الخليفة المقتدر بالله على موقعنا ]
إرسال تعليق