أحدث المواضيع
U3F1ZWV6ZTQ4NjU0ODU1Mjc4NzIwX0ZyZWUzMDY5NTY4OTkzNzEzNA==
أحدث المواضيع
أحدث المواضيع

بطاركة القرن الرابع | 17- البابا بطرس الأول | بطرس خاتم الشهداء | تاريخ البطاركة



تابع بطاركة القرن الثالث / الرابع الميلادي
peter 1 - - البابا بطرس الأول17
( خاتم الشُهــداء )
285م -  305م 



مقدمة
ولد القديس البابا بطرس الأول من أبوين مسيحيين ، ونشأ نشأة مسيحية روحية قويمة ، وكان أبوه في الأصل - قساً ، وكان هو وزوجته ينتظران أن يُكلل الرب زواجهما بثمرة ، وأن ينجبا طفلاً ، وقد حدث أن كانت الزوجة في ذات يوم تُصلي في كنيسة القديسين بولس وبطرس لحضور صلاة الإحتفال بتذكار إستشهادهما ، في يوم الخامس من شهر أبيب ، وبينما كان الإحتفال قائم ، كانت الزوجة تتضرع إلى الله بالدموع أن يهبها إبناً ، وكانت تتشفع بالقديس بطرس الرسول ، ثم ذهبت إلى بيتها وهي حزينة ، وفي أثناء نومها رأت حُلماً - مضمونه : أنها أنجبت ولداً من قبل الله ، فطلب منها زوجها أن تذهب إلى البابا " ثاؤنا " ، وتقص عليه حُلمها ، فلما إستيقظت في صباح اليوم التالي ،  قصدت الذهاب إلى البابا " ثاؤنا " ،  ورَوَت له ما رأته في الحلم ، فبشرها البابا ثاؤنا بأنها سوف تُرزق بإبن ، وستدعو إسمه " بطرس " - وبالفعل - حدث أن حملت بعد فترة ، ورُزقت بإبن ، وأسمته " بطرس " ، وللوقت ، قام إبيه على تنشأته نشأة مسيحية قويمة ، وغرس فيه محبة الكنيسة ، وألحقه بالخدمة فيها ، فتدرج في المراتب الكهنوتية ، بدايةً من رسامته شماساً بدرجة " أغنسطس " [ قارئ ] ، حتي وصل إلى درجة شماس البابا .


الجلوس على الكاتدراء المرقسي 
بعد أن تنيح البابا " ثاؤنا " في عام 285م ، تولي تلميذة " بطرس " - الخدمة الباباوية ، وكان ذلك في وقت فترة الإضطهاد الأليمه ، التي كانت الكنيسة تعيشه في خلال عصر حكم الإمبراطورين " مكسيميان " ، و " دقلديانوس " .

القديس البابا بطرس الأول


أهم الأحداث المعاصرة
إضطهاد الإمبراطور مكسيميان


إضطهاد الإمبراطور دقلديانوس
راجع تفاصيل إضطهاد الإمبراطور دقلديانوس 
في الفصل السابق والخاص بتاريخ البابا ثاؤنا


مشاهير الشهداء في إضطهاد عصر الإمبراطوران

 دقلديانوس ومكسيميان

الشهيد العظيم مارمينا العجائبي
 [ تذكار إستشهاده 15 هاتور - عام 304م ]
الشهيد العظيم القديس مارمينا

سيرة الشهيد العظيم القديس مارمينا العجائبي )




المولد والنشأة الأولى
ولد القديس مينا في مصر سنة 285 في نيصص قرب مدينة ممفيس. وكان أبواه مسيحيين مشهود لهما، واسم أبوه أودكسيس وأسم أمة أفومية. كانت والدته عاقر، ليس عندها أولاد وكانت تصلي بدموع كثيرة أمام صورة القديسة الطاهرة العذراء مريم وتطلب منها أن تتشفع لها عند الرب لينعم عليها بطفل. 
وفي مرة عندما إنتهت من الصلاة سمعت صوت يقول "أمين". وعندما إستجاب لها الرب وأعطاها أبناً أسمته مينـا ، كان أبوه يحتل مركز كبير في الإمبراطورية الرومانية ، ولكنه مات عندما كان عمر مينا 14 عاماً. 
                       
الإلتحاق بالجندية 
إلتحق " مينا " بالجندية ( الجيش الروماني ) ، وأعطي مركز كبيراً نظراً لشهرة أبوه. أرسله الإمبراطور إلى الجزائر ولكنه إستقال من الجندية بعد ثلاث سنوات. القديس مينا اتجه إلى الصحراء ، وقرر أن يعيش حياة مختلفة ويكرس قلبه وحياته للرب يسوع. عاش خمسة اعوام كناسك وكان يشاهد رؤى مختلفة عن ملائكة تتوج شهداء بتيجان (أكاليل) شديدة الجمال. 

الإنطلاق إلى البرية
في ذات يوم وهو يفكر في هذه الظهورات سمع صوت يقول له : " مُبارك أنت يا أبا مينا ، لأنك دعيت لحياة التقوى منذ حداثتك ، فأنك سوف تستحق ثلاثة أكاليل ، أكليل البتولية ، وأكليل النسك والثالث اكليل الشهادة لأنك سوف تستشهد على اسم المخلص " ، وكان القديس مشغول دائماً بالتفكير ومتشوق إلى الحياة العظيمة في السماء. وفي شجاعة غامرة ذهب إلى الوالي ليعلن له عن ايمانه بالمسيح. 

رحلة الآلام والإستشهاد 
أمر الوالي بتعذيبه بعذابات كثيرة متنوعة ولكن مارمينا تحمل هذه الآلام مما جذب وثنيين كثيرين ليس للمسيحية فقط ولكن للشهادة أيضاً. وعندما استشهد القديس مارمينا حاولوا حرق جسده الطاهر فأوقدا نار كبيرة ووضعوا فيها جسده الطاهر ولكن النار لم تؤثر فيه. وبعد ذلك جاء بعض المؤمنين ووضعوا جسد مارمينا الطاهر على جمل واتجهوا إلى الصحراء الغربية. وعند موضع معين توقف الجمل ولم يستطيعوا تحريك الجمل بكل الطرق ، فقاموا بدفن الجسد الطاهر في هذا المكان .

إكتشاف مكان دفن الجسد وبناء أول دير بإسم مارمينا 
لايزال المكان الذي دفن فيه جسد الشهيد العظيم مارمينا العجايبي موجوداً حتى الآن في صحراء مريوط بالقرب من الإسكندرية ، وقد إكتشف موضع جسد القديس مارمينا العجائبي بالصدفة ، حيث كان أحد الرعاة يقوم برعي الغنم في هذه المنطقة ، وكان عنده خروف مريض وقع على الأرض ، وعندما قام الخروف أندهش جداً الراعي لأن الخروف شفي تماما من مرضه. 
وقد إنتشرت هذه القصة بسرعة وكان بعض المرضى يأتون لهذا المكان وعندما يجلسون على الرمال في هذا الموضع يبرأون مهما كان نوع المرض. وفي هذا الوقت كان للملك زينون وهو محب للمسيح ، ابنة مريضة مرض شديد جداً ولم يستطع أحد علاجها، فإقترح عليه مستشاريه أن يجرب زيارة هذا المكان ، ولما ذهبت أبنة الملك لهذا المكان وضعت رمل من المكان على جسمها، وفي الليل ظهر لها القديس مار مينا في حلم، واخبرها ان جسده مدفون في هذا المكان. 
وفي الصباح ذهبت للاستحمام في بحيرة مريوت فشفيت من مرضها، فأخبرت الخدم الذين معها بالرؤية التي رأتها. ولما علم والدها الملك زينون بما حدث أمر بحفر المكان واخراج جسد مارمينا المقدس وبناء كاتدرائية عظيمة في هذا المكان. وكذلك حث الأغنياء على بناء قصور ومساكن لهم في هذا المكان. ولم يمضي وقت طويل حتى أصبح هناك مدينة عظيمة تحمل اسم القديس في هذا المكان. وكانت معروفة بمدينة الرخام لفخامة مبانيها الرخامية. وكان مرضى كثيرين من جميع انحاء العالم يأتون لزيارة هذا المكان وكانوا يشفون من أمراضهم بشفاعة القديس مارمينا العجايبي لأن عجائب ومعجزات كثيرة حصلت بسبب شفاعته. وكانت القوارير الخزفية (زجاجات مصنوعة من الطين) مملوءة بالماء أو الزيت للبركة تعطى للزائرين. وظلت المدينة عظيمة حتى دخول العرب مصر ، بدأ الإهمال والخراب في المدينة. وفي زمن هارون الرشيد حدث هجوم وحشي على المدينة وحرقت معظم أرجاءها. وفي زمن الوالي المأمون وكان والي على مصر أمر بهدم المدينة كلها. 
وإستولى على الأعمدة الرخامية وإستخدمها في بناء القصور والمساجد.
في القرن الرابع عشر وجد بعض الناس في مريوت صندوق خشبي. فأحضروا هذا الصندوق إلى الحاكم، ففتحه فوجد داخله مجموعة من العظام ملفوفة في قماش. فأمر الطباخ برمي الصندوق في النار. وبعد ذلك ذهب الطباخ في الليل ليعد الطعام وجد عمود من النور صاعد من النار من موضع عظام القديس.
وقد أمر البابا بنيامين بنقل عظام القديس إلى كنيسة القديس مارمينا بفُم الخليج (مصر القديمة – القاهرة).

بناء دير الشهيد العظيم مارمينا العجائبي الحالي
في القرن العشرين فقط بدأت بعثات عالمية البحث عن المدينة الأثرية المخربة ، وبعد أن أصبح القديس البابا كيرلس السادس بطريركاً عام 1958م ، وضع حجر الأساس لدير كبير وكاتدرائية عظيمة على أسم الشهيد مارمينا في موضع قريب من مكان المدينة الأثرية. 
وكان البابا كيرلس السادس من قبل أن يصبح بطريركاً محب للقديس مارمينا ـ وأصبحت تربطهم صداقة مقدسة تربط القديسين في السماء مع الناس على الأرض.  


الشهيد العظيم بروكوبيوس 
تذكار إستشهاده - عام 305م ]  
الشهيد العظيم القديس بروكبيوس

سيرة الشهيد العظيم القديس بروكبيوس )



المولد والنشأة
ولد القديس بروكوبيوس في أورشليم من أب مسيحي وأمّ وثنيّة. 
ولقد كان إسمه في الأساس كان نيانيس
وإثر وفاة والده أنشأته أمه بالكامل على الوثنيّة الرومانية. 
ولمّا كبر ، وقعت عين الأمبراطور الروماني دقلديانوس عليه في إحدى المناسبات ، فضمّه إليه.
ولمّا أطلق الأمبراطور حملة ضد المسيحيين أقام نيانيس على رأس مُفرزة من العسكر أوفده إلى الإسكندرية ليتخلّص من المسيحيّين هناك. 


السلوك في طريق الرب
وفي الطريق حصل له شبه ما حصل لشاول الطرسوسي (القدّيس بولس) في طريقه إلى دمشق. 
فقبل الفجر ، حدث أن إهتزّت الأرض بعنف وظهر له الربّ يسوع - قال له :" إلى أين أنت ذاهب وعلامَ أنت ثائر ؟" فارتجّ نيانيس وأجاب:"مَن أنت يا سيد؟ لا يمكنني أن أتبيّنك ".
ثمّ إنّ صليباً برّاقاً ، كمن البلّور ، ظهر له في السماء وخرج من الصليب صوتٌ يقول: " 
أنا يسوع، ابن الله المصلوب" ، وتابع السيد قائلاً : " بهذه العلامة التي رأيت سوف تقوى على أعدائك وعليك سلامي ".



بداية رحلة الجهاد والإحتمال وإكليل الإستشهاد
وقد بدأت رحلة جهاد القديس بروكوبيوس ـ دفاعاً عن إيمانه ، بعد أن غيّر ظهور الرب نيانيس. وقد أوصى على صليب كالذي عاينه في كبد السماء. 
وبدل أن يتحرك على المسيحيّين كما شاءه دقلديانوس وجّه جنده ضّد القبائل الذين إعتادوا أن يهاجموا أورشليم ليغزوا ويسبوا النساء. 
وقيل إنه حقّق عليهم نصراً كاسحاً ، ودخل أورشليم وأطلع أمّه على كونه صار مسيحياً. 
وفي ذلك الحين ، كانت أمّه بعد وثنيّةً شرسة ، فوشت به. جيء به للمحاكمة ، 
فنزع سيره العسكري وسيفه وألقاهما أرضاً مبدياً أنّه لم يعد جندياً إلا في عسكر المسيح الملك. أُخضِع للتعذيب وأُلقي في السجن. ظهر له الربّ يسوع ثانية وعمّده ، وأعطاه إسماً جديداً هو بروكوبيوس.
بعد سلسلة من العذابات التي تعرّض لها 
بروكوبيوس جرى قطع رأسه في قيصرية فلسطين.


الشهيد العظيم جورجيوس الكبادوكي 
( مارجرجس الروماني )
تذكار إستشهاده 14 هاتور - عام 285م ]
الشهيد العظيم القديس جورجيوس الكبادوكي
( مارجرجس الروماني )

سيرة الشهيد العظيم القديس مارجرجس الروماني )




المولد والنشأة الأولى
ولد "جورجيوس" في سنة 280م ، في مدينة اللد في ولاية فلسطين السورية ، لأبوين مسيحيين من النبلاء. 
كان أبيه والي اللد ، ويُدعى الأمير أنسطاسيوس.
وكانت والده تُدعى ثاؤبستا.
وكان لديه شقيقتان تكبرانه - الأولى تدعى كاسيه ، والثانية تدعى مدرونة.
وقد حدث أن توفي والده ، فإعتنت به والدته ، وأنشأته في جو عائلي مسيحي

الإنضمام إلى سلك الجندية الرومانية ومقاومته للإضطهاد
لما بلغ جورجيوس السابعة عشرة دخل في سلك الجنديّة ، وترقّى إلى رتبة قائد ألف في حرس الإمبراطور الروماني ، كان الرومان يضطهدون المسيحيين في تلك الفترة ، لكن مار جرجس ، لم يَخٌفِ عقيدته المسيحية رغم إنضمامه للجيش الروماني ، مما أغضب الإمبراطور دقلديانوس ، فأخضع القديس لجميع أنواع التعذيب لردّه عن دينه، لكن دون جدوى. 

رحلة جهاده من أجل الإيمان وختامها بإكليل الإستشهاد
وقد إحتمل جورجيوس آلالام العذاب الشديد الذي تعرض له على مدى سبعة سنوات كاملة ، ثم إستخدام أبشع وسائل التعذيب من أجل إثناءه عن إيمانه ـ إلا ان جميع محاولات مضطهدية ، كانت قد باءت بالفشل أمام قوة إيمانة ، وعظمة ثباته ، وصُموده وإحتماله العجيب .
كما أنه مات على إسم السيد المسيح ثلاث ميتات ، بينما كان إستشهاده في الميته الرابعة .
العديد ممن شاهدوه معذّباً تحولوا إلى المسيحية ، حتى الإمبراطورة ألكساندرا زوجة الإمبراطور. 
بعد وفاته أعيدت رفاته لتدفن في مسقط رأسه بمدينة اللد بفلسطين.


ألقاب الشهيد العظيم مارجرجس الروماني
مار جرجس : 
مار هي كلمة سريانية وتعني السيد، وجريس أو جرجس أو جورج باللغات الأخرى. 

مار جرجس الملطيّ : 
وذلك نسبة إلى مدينة ملطية موطن آباء القديس وأجداده وهى تقع في إقليم كبادوكيه بآسيا الصغرى (تركيا حالياً) ، ولذلك يطلق عليه أحياناً إسم مار جرجس الكبادوكي ، وقد أصبح التعبير السرياني مار جرجس هو الأكثر سائداً بين الشعب القبطى في الاستعمال الكنسي ، وخاصة في الكنائس العربية والشرقية. 

جيئورجيوس : 
وهي من الأصل اليوناني، وترجمته عربياً: فلاح أو عامل في الأرض، وهي كناية كنسية لقّب بها، وتعبر عن أن القديس كان قد فقد فلح في حقل الملكوت وإشتغل في كرم الرب. 

مارجرجس الفلسطيني :
وذلك لأن والدته كانت من مدينة اللد بفلسطين.

مارجرجس الكبير : تميزاً له عن القديسين الآخرين الذين لهم نفس الاسم. مارجرجس الرومانى : لأنه كان يتمتع بحقوق المواطن الرومانى كاملة وقد منح هذه الجنسية طبقاً لقانون (كاراكلا) الصادر في عام 212م ، ويقضى بمنح الجنسية الرومانية لجميع سكان الامبراطورية الرومانية والأمراء الأصليين. سان جورج:وهو الاسم الذي يعرف به القديس في الكنيسة الغربية. 

أمير الشهداء:  
وهو أشهر لقب للقديس وتقول الرواية أن السيد المسيح أعطاه هذا الإسم. 

سريع الندهة : 
وهو اللقب الشعبي المعروف به القديس بين أقباط مصر.


حقيقة التنين المطعون بحربة من الشهيد العظيم مارجرجس الروماني
هناك قصة قديمة تُفسر لنا حقيقة التنين الذي يظهر القديس العظيم في الشهداء القديس ( مارجرجس الروماني ) ، وهو يطعنه بالحربة ، مضمونها - أنه في مدينة بيروت ، حيث تغلب على التنين وقتله ، وأقيمت على إسمه منطقة معروفة تاريخياً في العاصمة اللبنانية ، هذه الرواية المعتمدة ، أما في روايات أخرى فيقال أنه في اللد في فلسطين أو مدينة سيريني في ليبيا ، كان هناك تنين بنى عشه في مدخل نبع للماء. 
وكان السكان المحليين يحاولون إخراج التنين من عشه لكي يستقوا من مياه النبع ، حيث كان المصدر الرئيس للماء في المدينة. 
ولكي يخرجو التنين كانوا يومياً يضعون له خروف كغذاء ، وعندما نفذت الخراف ، كانوا يضحون بشخص يتم إختياره بالقُرعة. 

قصة الأميرة التي تظهر في صورة الشهيد العظيم مارجرجس الروماني 
حدث أنه كانت الضحية أميرة محلية ، وحينها تشفع والدها بالقديس جرجس ، فظهر القديس العظيم مارجرجس وأنقذ الاميرة ، بحيث يقوم بمقاتلة التنين متحامياً بالصليب ، ثم يتغلب على التنين ، ويقتله محرراً الأميرة ، ولكي يظهر السكان إمتنانهم أعتنقوا المسيحيةوهناك قصص وروايات أخرى تعود للعصور الوسطى والتي أساسها أساطير اغريقية ويونانية قديمة.


الشهيد العظيم أبوفام الأوسيمي
[ تذكار إستشهاده 14 هاتور - عام 285م ]
الشهيد العظيم القديس أبوفام الأوسيمي 

سيرة الشهيد العظيم القديس أبوفام الأوسيمي )




المولد والنشأة الأولى :
ولد الشهيد العظيم أبو فام الأوسيمي في أواخر النصف الثاني من القرن الثالث الميلادي في مدينة أوسيم (بالجيزة) من أبوين تقيين - هما أنسطاسيوس (أنستاسيوس) ، وسوسنة ، وكان والده أنسطاسيوس رجلًا غنيًا جدًا وتقيًا محبًا للفقراء والمساكين ، كما كانت أمه سوسنة إمرأة مُتعبدة ، تسلك في وصايا الرب بلا لوم. 
وما أن إشتد عود الصبي حتى أرسله والده إلى كاهن قديس يدعى أرسانيوس ليتتلمذ على يديه لكي يعلمه الكتب المقدسة وتعاليم الكنيسة (وهو في التاسعة من عمره) ، وبالرغم من الغِنَى الشديد الذي كان يحيط بالصبي إلا أنه عاش حياة نسكية زاهدة.
في إحدى المرات إذ كان ماضيًا إلى المكتب وبصحبته أحد الغلمان، رآه مجذوم فسأله صدقة، وإذ مدّ يده ليهبه صدقة شُفي المريض في الحال ، إندهش الكل وشعروا أنه سيكون لهذا الفتى شأن عظيم، وقد طلب الكاهن نفسه من الغلام أن يباركه. 
وفي نفس الليلة ظهر ملاك للكاهن يخبره بما سيكون أمر هذا الفتى. أما بيفام فازداد انسحاقًا أمام الله، وصار يصوم كل يوم حتى المساء، محوِّلًا مخدعه إلى قلاية للعبادة.


واقعة ظهور السيد المسيح له:
إذ صار يعبد الله بتقوى وأمانة ظهر له السيد المسيح ومعه القديسة مريم والدة الإله ورئيس الملائكة غبريال، وقد أنبأه السيد المسيح انه سينال إكليل الشهادة. وفي الصباح شاهده أولاده بوجه مضيء وقد فاحت من حجرته رائحة بخور طيبة.
أخبر القديس بيفام صديقه تاوضروس الذي صار فيما بعد أسقفًا على أوسيم، وهو الذي كتب سيرة القديس في ميمر، بما رآه.

أبو فام وحياة البتولية المُبكرة:
في عيد السيدة العذراء أقام والداه وليمة محبة للفقراء كعادتهما ، وبعد الوليمة ، فاتحاه في أمر زواجه ، فأجابهما: "إني أحرص أن أكون بتولًا إلى أن أقف أمام منبر السيد المسيح إلهي"، فصمت الوالدان ، وبعد أيام تنيح والده ، صار الإبن يمارس أعمال الرحمة التي ورثها عن والده.

واقعة رؤية الانبا سرابيون :
روى ناسك قديس يُدعى سرابيون للقديس تاوضروس أنه أبصر رؤيا من جهة القديس أبي فام ، مضمونها : أن ملاكًا حمله إلى أوسيم ، وأراه في غربها سطانائيل (الشيطان) ، وجنوده ، في مناظر مخيفة ومرعبة، وكان سطانائيل يقول : { "الويل لي ، الويل لي اليوم من هذا الفتى بيفام بن أنسطاسيوس لأنه تركني واتبع وصايا الله ، ولا أقدر أن أغلبه ولا أن أضعفه سريعًا..." ثم إنطلق به إلى شرق المدينة ليريه سبعة كراسي مملوءة مجدًا ، ولما سأل الملاك عنها، أجابه : "هذه سبع فضائل إقتناها الفتى الحكيم بيفام بحفظ وصايا الله وكمالها بالفعل وهي : " التواضع ، الطهارة ، البتولية ، الصلاة، الصبر، المحبة " } .
 لاحظ أن كرسي المحبة يضئ أكثر من بقية الكراسي، كما رأى الأشخاص الروحانيين راكبين خيلًا وبأيديهم سيوف ذي حدين تحوط بهم جوقة من الملائكة، وقد سار الكل نحو الشيطان، الذي ما أن رآهم حتى هرب وصار كالدخان، ثم عادوا ليدخلوا بيت القديس بيفام.


بداية الإضطهاد وإكليل الإستشهاد :
حين بدأ إضطهاد المسيحيين في عهد الإمبراطور مكسيميان ، قَبَض إريانا والي أنصنا على القديس أبي فام ، وفي الليلة التي قُبِض عليه فيها ظهر له ميخائيل رئيس الملائكة وقوّاه وشجّعه على إحتمال الألم ، وطلب منه أن يتقدم ومعه الغلام ديوجانس ليستشهد ، وقد أخبر صديقه تاوضروس بما رآه.
في الصباح ودَّع القديس والديه وأصدقاءه ولبس حلة بهيّة وذهب لملاقاة الوالي ، ومَنْطَق نفسه بمنطقة من ذهب ، وركب حصانًا ، وكان يقول : " هذا هو يوم عرسي الحقيقي ، هذا هو يوم فرحي وسروري بلقاء ملكي والهي سيدي يسوع المسيح ".
أرسله إريانا إلى الإمبراطور مكسيميانوس في إنطاكية، الذي أمر جنوده بإغراقه في البحر، إلا أن الرب أرسل درفيلًا ، حمل القديس إلى البر أمام الحشد الكبير الواقف. 
ثم عادوا بالقديس إلى الإسكندرية برسالة من الإمبراطور مكسيميان إلى الوالي أرمانيوس يأمره بتعذيب أبو فام بكل أنواع العذاب حتى يرجع ويبخر للأوثان ، فأذاقه الوالي بشتى أنواع العذاب. في وسط آلامه ظهر له رئيس الملائكة ميخائيل وشفاه وعزّاه بكلمات طيّبة ، ولما رأى أرمانيوس عجزه أرسل القديس مرة أخرى إلى إريانا ليقتله.
وقد أذاقه إريانا ألوانًا أخرى من العذابات، فعلّقه على خشبة ثم أمر جنوده أن يخزّقوا عقبيّ القديس ويربطوهما بسلسلتين، ويجرّوه بهما على الأرض حتى سال دمه طول الطريق إلى أن وصلوا إلى شاطئ النهر ، كما قاموا بتسمير يديه.. 
وقد ظهر له السيد المسيح الذي ثبته وشفي جراحاته. 
فأمر الوالي بسحبه في طرق المدينة وحرقه خارجها. 
وقد حدث أن رجلًا أعمى سمع عما يحدث ، فأخذ دمًا من الأرض ولطخ به عينيه ، فأبصر ومجد الله ، ثم بعد ذلك ركبوا السفينة ، وسارت بهم إلى أن وصلوا مدينة قاو قبالة قرية تُدعى طما بصعيد مصر - وهناك - توقّف سير السفينة ، وعبثًا حاولوا ولو بقوة السحر تحريكها ، فأخذ إريانا القديس أبا فام ، وأمر جنوده ، فقطعوا رأسه بحد السيف ، فنال إكليل الإستشهاد.


الشهيد العظيم مارتادرس المشرقي
 [ تذكار إستشهاده 14 هاتور - عام 285 م ]
الشهيد العظيم القديس مارتادرس المِشرقي 

سيرة الشهيد العظيم القديس مارتادرس المشرقي )




المولد والنشأة الأولى :
وُلد القديس : مارتادرس المشرقي ، في صور بسوريا سنة 275 م.، وقد دعاه الأقباط " تادرس المشرقي " ، لتميزه عن القديس تادرس الشطبي ، إذ كانا كلاهما أميرين وقائدين في الجيش الروماني، تعتز بهما الكنيسة القبطية.

كان والده صدريخوس Sadrikhos وزيرًا في أيام نوماريوس، ووالدته بَطريقَة Patricia أخت الوزير باسيليدس
إذ مات نوماريوس في حرب الفرس وكان إبنه يسطس مشغولًا مع الجند ، قام صدريخوس ، ونسيبه باسيليدس بتدبير أمور المملكة ، حتى مَلَكَ دقلديانوس الذي تزوج بإبنة نوماريوس ، أخت يسطس.
عُرف تادرس بشجاعته وقدرته العسكرية كقائدٍ ماهرٍ ونبيلٍ، كان منهمكًا في الحرب عند نهر أنطوش أثناء وفاة نوماريوس وتولى دقلديانوس الحكم ، وقد شاهد هذا القائد الرؤيا التالية:
رأى كأن سلمًا يرتفع من الأرض إلى السماء ، وعند قمة السلم كأن الرب نفسه جالس على منبر عظيم ، وحوله ألوف ألوف وربوات ربوات يحيطون به وهم قيام يسبحونه. نظر أيضًا كأن تنينًا عظيمًا رابضًا تحت السلم. عندئذ قال له الجالس على العرش: "أتريد أن تكون إبناً لي؟ " ، فقال له: "من أنت يا سيدي؟ " أجابه: "أنا يسوع كلمة الله ، وسوف يُسفك دمك على إسمي". 
ثم رأى أحد الوقوف حوله قد أخذه ، وعَمٌده في معمودية نار ، وغطٌسه ثلاث مرات فصار كله نارًا مثله مثل كل الواقفين حول الرب.
في محبة عجيبة قال تادرس : " يا سيدي اشتهي أن لا أفارق صديقي لاونديوس (العربي)"، فأجابه ليس فقط لا يفارق لاونديوس بل وأيضًا بانيقورس الفارسي. 
ثم رأى كأن هذين الرجلين لاونديوس وبانيقورس قد اُختطفا وعُمدا مثله وسُلما له. 
عندئذٍ - قام الأمير تادرس من نومه فرحًا ، وروى ما رآه لصديقه لاونديوس الذي شاركه فرحته.
إلتقى الاثنان ببانيقورس الفارسي - والعجيب - أنه أخبرهما بأنه قد شاهد نفس الرؤيا ، وكان دقلديانوس قد أقام صلحًا مع فارس.


إستشهاده :
وقد حدث أن إستدعى دقلديانوس الأمير ، ليُخبره بأمر المصالحة مع فارس ، وإذ علم الأمير بارتداد دقلديانوس طلب من جنده أن من أراد الاستشهاد على اسم السيد المسيح فليأت معه، وقد انضم إليه كثيرون. انطلق الأمير مع صديقه لاونديوس إلى إنطاكية، وكان والده صدريخوس ، قد تنيح، فاستقبله الملك بحفاوة، وإذ طلب مشاركته في العبادة الوثنية رفض ، مُعلنًا  إيمانه بالسيد المسيح ، سَلٌمَهُ الملك للوالي لكي يحاكمه ويعذبه.
أصدر الوالي أمره بنفيه إلى Ctsiphon ، حيث عُذِبَ هناك ، لكن الرب أرسل إليه  رئيس الملائكة ميخائيل ،  ليسنده ويقويه. 
أخيرًا نال إكليل الشهادة في 12 طوبه سنة 306 م.
بعد استشهاده تأثر به كثير من كهنة آبوللون ، وأعلنوا أيمانهم بالسيد المسيح، وقدموا حياتهم ذبيحة حب لله، فانطلقوا يشاركون القديس إكليله.



الشهيد العظيم ( مارجرجس المصري )

تذكار إستشهاده 14 هاتور - عام 285م ]
الشهيد العظيم القديس جرجس المصري 
جرجس الأسكندري ]

سيرة الشهيد العظيم القديس مارجرجس المصري )



المولد والنشأة الأولى : 
لقد ولد جرجس المصري " القديس جرجس الاسكندري " في أسرة وثنية على جانب كبير من الثراء ، وفي طفولته ، سافر والده التاجر بالإسكندرية إلى اللد بفلسطين ، وحضر عيد تكريس كنيسة الشهيد مارجرجس (جاورجيوس الكبادوكي) ، فتأثر بالاحتفال المهيب لهذا الشهيد والألحان الكنسية ، وإذ سمع عن سيرة الشهيد أحب الحياة المسيحية. نال سرّ العماد، وتهللت نفسه جدًا.
صلى إلى الله مُتشفعًا بقديسه العظيم أن يرزقه ولدًا ، وإذ عاد إلى الإسكندرية أخبر زوجته بما تمتع به، فآمنت هي أيضًا واعتمدت. قبل الرب طلبتهما ، ورزقه طفلًا أسمياه جاورجيوس.
نشأ الطفل في جوّ تقوي حيّ حتى بلغ الخامسة والعشرين من عمره حين تنيح والداه ، وكان جاورجيوس إنسانًا تقيًا محبًا للكنيسة ، مترفقًا بالمساكين والفقراء.

قصته مع أرمانيوس والي الأسكندرية:
إذ تنيح والداه ، إحتضنه خاله أرمانيوس والي  الإسكندرية، الذي كان له ابنة وحيدة طيبة القلب، خرجت ذات يومٍ مع بعض صديقاتها للنزهة، فشاهدت ديرًا خارج المدينة وسمعت رهبانه يسبحون الله بتسابيح عذبة. فتأثرت جدًا مما سمعته، ولما عادت إلى بيتها سألت ابن عمتها جاورجيوس عما سمعته، فأجابها بأنها تسابيح إلهية يترنم بها الرهبان الذين قد تركوا العالم ليمارسوا الحياة الملائكية.
ثم أخذ الشاب يحدث ابنة خاله عن الإيمان بالسيد المسيح، وعن الحياة الأبدية ، وأيضًا عن العذاب الأبدي، فتأثرت جدًا وقبلت الإيمان المسيحي .
فلما عرف أرمانيوس بالأمر ، صار يلاطف إبنته ويخادعها ، وإذ لم تنثنِ ، صار يهددها ، أما هي ففي محبة كاملة لمسيحها قدمت حياتها ذبيحة حُب لله ، إذ قطع والدها رأسها ، ونالت إكليل الشهادة.

إستشهاده : 
لقد عرف أرمانيوس  أن جاورجيوس هو السبب في إيمان إبنته، فقبض عليه وعذٌبه عذابًا شديدًا، ثم أرسله إلى أريانوس والي أنصنا، الذي قام بدوره بتعذيبه، وأخيرًا قطع رأسه المقدس ، ونال إكليل الشهادة في يوم السابع من شهر هاتور.

جسده :
كان هناك شماس يسمى صموئيل أخذ جسده المقدس ، وكفنه بإكرامٍ جزيلٍ ومضى به إلى منف من أعمال الجيزة. 
ولما علمت إمرأة خاله ذلك أرسلت ، فأخذت الجسد ووضعته مع جسد ابنتها الشهيدة بالإسكندرية. هذا - ويُقال أن جسده موجود حاليًا في كنيسة مار مرقس برشيد.


الشهيدة العظيمة القديسة مارينا
تذكار إستشهادها - عام 284م ]
الشهيدة العظيمة القديسة مارينا

سيرة الشهيدة العظيمة القديسة مارينا )


المولد والنشأة الأولى :
لقد عاشت القديسة مارينا في زمن مُلك الأمبراطور كلوديوس في حدود العام ٢٧٠م ، أصلها من أنطاكية بيسيدية وهي ابنة أحد كهنة الأوثان، المدعوّ أيديسيموس. وقد رقدت والدتها وهي في الثّانية عشرة فكلّفت مربّية تقيم في  الريف بأمرها.
وقد عاشرت المسيحيّين فإلتهب قلبها بالإيمان الحقيقي. فلمّا بلغت الخامسة عشرة ملكتها محبّة المسيح لدرجة أنّها لم تعد ترغب ولا تفكّر في شئ إلاّ في مساهمة تضحية الشهداء القدّيسين حبّاً بإلههم ببذل الدم. فقامت بالمجاهرة بمسيحيّتها وذمّ الأصنام، ما أثار أباها فحرمها الميراث.
الحاكم يطلبها للزواج :
إتفق يوماً مرور حاكم آسيا، المدعوّ أوليبريوس، في طريقه ألى أنطاكية، فالتقى القدّيسة ترعى القطعان مع نساء أخريات من القرية. أُخذ الحاكم بطلعتها فأمر رجاله بأن يحضروها إليه ليتّخذها زوجة. فلمّا بلغوا القصر سألها مَن تكون فأجابت بلهجة واثقة : إسمي مارينا وأنا ابنة أبوَين حرّين من بيسيديا، لكنّي خادمة إلهنا ومخلّصنا يسوع المسيح الذي خلق السّماء والأرض " .
مارينا في السجن : 
غضب الحاكم من جوابها فأمر بسجنها. في اليوم التالي لوجودها في السجن اليوم صادف وجود عيد وثنيّ كبير، فأحضرت لتقدّم ذبيحة للآلهة أسوَة ببقيّة الشعب ، فأجابت: 
"بل أذبح ذبيحة التّسبيح لإلهي لا لأصنامكم الخرساء التي لا حياة فيها".
وقد حاول أوليبريوس إقناعها بالحسنى صوناً لفتوّتها وجمالها ، ولكنّها أجابت " كلّ جمال جسديّ يذوي فيما تجمّل العذابات ، من أجل اسم المسيح، النفس وتعدّها للعرس الأبديّ ".
فإغتاظ الحاكم - وللوقت - أمر بمدّها على الأرض ، وضربها بالسياط المشوّكة بوحشية ، كما قام بخدش لحم جسدها ، بأظافر حديديّة.
بنتيجة ذلك سال دم القدّيسة وصبغ الأرض. لكنْ لم تخرج من فمها صرخة ألم ولا اضطربت نفسه ، وكأنّ آخر يكابد عنها. طال تعذيبها ، على هذاالنّحو ساعات، أعيدت بعده إلى السجن. 
كلّ هذا دفعها للصلاة إلى ربّها سُؤْلاً لعونه في المحنة والاعتراف بالإيمان.

رؤيا القدّيسة مارينا :
وقد ورد أنّه كانت لها رؤيا عاينت فيها الشيطان تنّيناً ينفث ناراً ودخاناً باتّجاهها. ومع أنّها ارتعبت من المنظر إلاّ أنّ صلاتها ما لبثت أن فعلت إذ تحوّل التنّين إلى كلب أسود ضخم منفر. وبنعمةالله داسته وقتلته.
إذ ذاك إمتلأ الحبس نوراً متلألئاً ينبعث من صليب ضخم استقرّت عليه حمامة بيضاء. نزلت الحمامة ووقفت بجانب القدّيسة قائلة : "إفرحي يا مارينا، يا حمامة روحيّة لله لأنّك غلبت الخبيث ، وأخزيته ، إفرحي يا خادمة أمينة للرّبّ الذي أحببته من كلّقلبك ومن أجله هجرت كلّ متع الأرض العابرة. إفرحي وسُرّي لأنّ الوقت حان لتتلقّي إكليل الغلبة وتدخلي باللباس اللائق، مع العذارى الحكيمات، خدر ختنك وملكك". 
إستشهاد القدّيسة مارينا :
في الصباح ، مثلت من جديد أمام الحاكم. فلمّا أبدت تصميماً أشدّ من قبل، أمر أوليبريوس بتعريتها وإحراقها بالمشاعل.
ألقيت في الماء لتختنق، فأعانتها الحمامة البيضاء. اهتزّ العديدون لمرآها واعترفوا بالمسيح، فاغتاظ الحاكم بالأكثر وأمر بقطع رأسها. 
في الطريق إلى مكان الإعدام آمن الجلاّد بالمسيح، فلم يشأ بعدُ أن يمدّ يده لأذيتها، فقالت له القدّيسة : لا نصيب لك معي إذا أمسكت عن إتمام ما أمرت به".
إذ ذاك، بيد مرتجفة، قطع هامتها - وإنّ مسيحياً - إسمه تيوتيموس ، كان يتردّد على القدّيسة حاملاً لها طعاماً، جاء وأخذها وواراها الثرى بلياقة. 
جسد القدّيسة مارينا :
وقد بقيت رفات القدّيسة مارينا تُكرّم في القسطنطينيّة حتّى زمن الصليبيّين (١٢٠٤م).


الشهيدة العظيمة القديسة دميانة
تذكار إستشهادها 14 هاتور - عام 285م ]
الشهيدة العظيمة القديسة دميانة

سيرة الشهيدة العظيمة القديسة دميانة )




المولد والنشأة الأولى :
وُلدت القديسة دميانة ، من أبوين مسيحيين في أواخر القرن الثالث الميلادي ، كان أبوها مرقس واليًا على البرلسوالزعفران  بوادي السيسبان. 

نذرها المُبكر للبتولية :
إذ بلغت العام الأول من عمرها تعمدت في دير الميمة جنوب مدينة الزعفران ، وأقام والدها مأدبة فاخرة للفقراء والمحتاجين لمدة ثلاثة أيام، بعد فترة توفت والدتها.
ثم حدث ، أن تقدم أحد الأمراء إلى والدها يطلب يدها، وكانت معروفة بتقواها ومحبتها للعبادة مع جمالها وغناها وأدبها. 
وقد عرض الوالد الأمر عليها، فأجابته : " لماذا تريد زواجي ، وأنا أود أن أعيش معك؟ ، هل تريدني أن أتركك ؟ ، فتعجب والدها لإجابتها هذه ، فأرجأ الحديث عن الزواج. لاحظ على ابنته أنها أحبت الكتاب المقدس وارتوت به، وكانت تلجأ إلى حجرتها الخاصة تسكب الدموع الغزيرة أمام الله ، كما لاحظ تعلقها الشديد بالكنيسة مع كثرة أصوامها وصلواتها، وحضور كثير من الفتيات صديقاتها إليها يقضين وقتهن معها في حياة نسكية تتسم بكثرة الصلوات مع التسابيح المستمرة.

بداية حياة الرهبنة البتولية
بناء قصر لها كشفت عن عزمها على حياة البتولية في سن الثامنة عشر، فرحب والدها بهذا الاتجاه ؛ ولتحقيق هذه الرغبة بنى لها قصرًا في جهة الزعفران بناءً على طلبها، لتنفرد فيه للعبادة ، وإجتمع حولها أربعون من العذارى اللواتي نذرن البتولية. فرحت دميانة لمحبة والدها لها التي فاقت المحبة العاطفية المجردة، إذ قدم ابنته الوحيدة ذبيحة حب لله. عاشت مع صاحباتها حياة نُسكية . امتزج الصوم بالصلاة مع التسبيح .
سقوط والدها أثناء الإضطهاد الذي أثاره دقلديانوس ضعف أبوها مرقس وبخر للأوثان. فما أن سمعت دميانة هذا الخبر حتى خرجت من عزلتها لتقابل والدها. 
وقد طلبت دميانة من صديقاتها العذارى أن يصمن ويُصلين لأجل خلاص والدها حتى يرجع عن ضلاله.
ثم حدث بعد ذلك ، أن إلتقت القديسة بوالدها ، وفي شجاعةٍ وبحزمٍ قالت له: "كنت أود أن أسمع خبر موتك عن أن تترك الإله الحقيقي". 
كما قالت له: " إعلم يا والدي أنك إذا تماديت في هذا الطغيان لست أعرفك ، وسأكون بريئة منك هنا وأمام عرش الديان ، حيث لا يكون لك نصيب في الميراث الأبدي الذي أعده الله لمحبيه وحافظي عهده".
وقد صارت تبكته بمرارة عن جحده لمسيحه مهما كانت الظروف ، وسألته ألا يخاف الموت، بل يخاف من يُهلك النفس والجسد معًا، وألا يجامل الإمبراطور على حساب إيمانه وأبديته. 
ومع حزمها وصراحتها الكاملة ، كانت دموعها تنهار بلا توقف، وهي تقول له: "إن أصررت على جحدك للإله الحقيقي ، فأنت لست بأبي ولا أنا إبنتك !"

إستشهاد مرقس والد القديسة دميانة :
ألّهبت هذه الكلمات والدموع قلب مرقس ، فبكى بكاءً مرًا وندم على ما ارتكبه. وفي توبة صادقة بروح التواضع المملوء رجاءً قال لها : " مباركة هي هذه الساعة التي رأيتك فيها يا ابنتي ، فقد انتشلتني من الهوة العميقة التي ترديت فيها وتجددت حياتي استعدادًا لملاقاة ربى العظيم الذي أؤمن أنه يقبلني إليه" - وبروح الرجاء - شَكَرَ الله الذي أيقظ قلبه قائلاً : " أشكرك يا إلهي لأنك نزعت ظلمة الكفر عن قلبي. الفخ انكسر ونحن نجونا ".
فتركها للوقت وذهب إلى إنطاكية لمقابلة الإمبراطور دقلديانوس وجهر أمامه بالإيمان ، وندم عما أتاه من تبخير للأصنام. تعجّب الإمبراطور لتحوّل هذا الوالي المتسم بالطاعة ، والذي ترك إيمانه وبخر للأوثان أنه يجاهر بإيمانه بكل قوة.
وبخ مرقس الإمبراطور على جحده الإيمان، وحثه على الرجوع إلى الإيمان الحيّ. لم يتسرع الإمبراطور في معاقبته بل استخدم محاولات كثيرة لجذبه إليه، وإذ لم يتراجع مرقس ثارت ثائرة الامبراطور وأمر بقطع رأسه. وكان ذلك في الخامس من أبيب، في عيد الرسلانتشر الخبر في كل الولاية وتهلل قلب ابنته القديسة دميانة، فقد نجا والدها من الهلاك الأبدي ليُشارك مسيحه أمجاده ، وفي نفس الوقت حزن الإمبراطور على مرقس، إذ كان موضع اعتزازه وتقديره.
بعد أيام علم دقلديانوس أن ابنته دميانة هي السبب في رجوع مرقس إلى الإيمان المسيحي، فأرسل إليها بعض الجنود، ومعهم آلات التعذيب، للانتقام منها ومنالعذارى اللواتي يعشن معها. شاهدت القديسة الجند قد عسكروا حول القصر وأعدوا آلات التعذيب ، فجمعت العذارى وأعلنت أن الإمبراطور قد أعد كل شيء ليُرعبهم، لكن وقت الإكليل قد حضر، فمن أرادت التمتع به فلِتنتظر، وأما الخائفة فلتهرب من الباب الخلفي. فلم يوجد بينهن عذراء واحدة تخشى الموت. بفرحٍ قُلن أنهم متمسكات بمسيحهن ولن يهربن.

بداية رحلة الجهاد وإكليل الإستشهاد  :
إلتقى القائد بالقديسة وأخبرها بأن الإمبراطور يدعوها للسجود للآلهة ، ويقدم لها كنوزًا ويُقيمها أميرة . أما هي فأجابته: "أما تستحي أن تدعو الأصنام آلهة، فليس إله سوى رب السماء والأرض. وأنا ومن معي مستعدات أن نموت من أجل اسمه". اغتاظ القائد وأمر أربعة جنود بوضعها داخل الهنبازين لكي تُعصر ، وكانت العذارى يبكين وهُنّ ينظرن إليها تُعصر. أُلقيت في السجن وهي أشبه بميتة ، فحضر رئيس الملائكة ميخائيل في منتصف الليل ومسح كل جراحاتها. 
وفي الصباح ، دَخَلَ الجند السجن لينقلوا خبر موتها للقائد، فكانت دهشتهم أنهم لم يجدوا أثرًا للجراحات في جسمها. أعلنوا ذلك للقائد، فثار جدًا وهو يقول: "دميانة ساحرة ! لابد من إبطال سحرها!" ، إذ رأتها الجماهير صرخوا قائلين: "إننا نؤمن بإله دميانة"، وأمر القائد بقتلهم. ازداد القائد حنقًا ووضع في قلبه أن ينتقم منها بمضاعفة العذابات، حاسبًا أنها قد ضلَّلت الكثيرين. أمر بتمشيط جسمها بأمشاط حديدية، وتدليكه بالخل والجير ، أما هي فكانت متهللة ، إذ حسبت نفسها غير أهلٍ لمشاركة المسيح آلامه. أُلقيت في السجن ، وفي اليوم الثاني ، ذهب القائد بنفسه إلى السجن حاسبًا أنه سيجدها جثة هامدة ، لكنه إنهار حين وجدها سليمة تمامًا ، فقد ظهر لها رئيس الملائكة ميخائيل ، وشفاها.
في ثورة عارمة بدأ يُعذبها بطرق كثيرة ككسر جمجمتها وقلع عينيها وسلخ جلدها ، لكن حمامة بيضاء نزلت من السماءة ، وحلّقت فوقها ، فصارت القديسة معافاة. 
وكلما حاول القائد تعذيبها ، كان الرب يتمجد فيها ، وقبل أن يهوي السيف على رقبتها قالت : " إني أعترف بالسيد المسيح، وعلى إسمه أموت ، وبه أحيا إلى الأبد " - وأخيرًا - أمر بضربها بالسيف هي ومن معها من العذارى [ وكان عددهن 40 فتاة عذراء ] ، فنلن جميعًا أكاليل الشهادة ، وكان ذلك في 13 طوبة. 
     
جسد الشهيدة العظيمة دميانة
وهذا - وما زال جسد الشهيدة دميانة في كنيستها التي شيدتها لها الملكة " القديسة هيلانة " - أم الملك قسطنطين ، والكائنة قرب بلقاس في شمال الدلتا. 
وقد قام البابا ألكسندروس بتدشينها في اليوم الثاني عشر من شهر بشنس ، ملحق بالكنيسة دير القديسة دميانة، كما بنيت كنائس كثيرة بإسمها في كل القطر المصري.



الشهيدة العظيمة القديسة بربارة
تذكار إستشهادها 14 هاتور - عام 285م ]
 الشهيدة العظيمة القديسة بربارة

سيرة الشهيدة العظيمة القديسة بربارة )



هي القديسة العظيمة في الشهيدات : بربارة - باليونانية :Αγία Βαρβάρα  
ووفق المصطلحات المسيحية القديسة بربارة ، هيَ إحدىقدّيسات العُصور المسيحيّة المبكرةتُكرّم كقديسة في الكنيسة الكاثوليكية يوم 4  ديسمبر.
 وفي  الكنائس الأورثوذكسية الشرقية  المشرقية يوم 17  ديسمبر.
هذا- و يُطلق على بربارة في الثقافة المسيحية الشرقية إسم " العظيمة في الشهداء القديسة بربارة .
لا يُعرف تماماً لا تاريخ استشهاد بربارة ولا مكان إستشهادها. 
هذا - وتشير بعض المصادر أنها ولدت في  نيقوميديافي تركيا الحالية - أو في بعلبك الفينيقية في لبنان.
و لا توجد هناك أي إشارة لها في الكتابات المسيحية المبكرة. لكن يمكن تتبع إسمها منذ  القرن 7، وتكريمها خصوصًا في الشرق منذ القرن التاسع الميلادي .
بسبب الشكوك حول أسطوريّة وتاريخيّة بربارة ، تم حذف عيدها في التقويم الروماني العام سنة 1969م ، علمًا أنه أبقي على القديسة بربارة في قائمة قدّيسي الكنيسة الرومانية الكاثوليكية.
تقول الروايات المسيحية أن بربارة ولدت في أوائل القرن الثالث للميلاد في مدينة نيقوميدية من أعمال بيثينية، وكانت الابنة الوحيدة لوالدها ديوسقوروس الوثني الذي اشتهر في قومه بالغنى الفاحش والجاه. 
وتقول الرواية المسيحية أن بربارة تحوّلت إلى المسيحية بعدما راسلت أوريجانس أستاذ مدرسة الإسكندرية ، وبعدما علمَ والدها بذلك ، طلب من الحاكم أن يأذن له بقطع رأسها بيده، فسمحَ لهُ بقتلها ، فنالت إكليل البر بالإستشهاد.


الشهيدة العظيمة القديسة كاترين
تذكار إستشهادها  - عام 307م ]
الشهيدة العظيمة القديسة كاترين

سيرة الشهيدة العظيمة القديسة كاترين )



لقد إستشهدت القديسة كاترين في الإسكندرية في عام 307 م ، خلال فترة إضطهاد الإمبراطور " مكسيميان " ، وبعد إستشهادها بخمسة قرون رأى راهب في سيناء جماعة من الملائكة يحملون جثمانها الطاهر، ويطيرون به ويضعونه بحنان على قمة جبل في سيناء. انطلق الراهب إلى قمة الجبل فوجد الجسد الطاهر كما نظره في الرؤيا، وكان يشع منه النور. حمله الراهب إلى كنيسة موسى النبي. نُقل الجسم المقدس بعد ذلك إلى كنيسة التجلي في الدير الذي بناه الإمبراطور جوستنيان في القرن السادس ، وعُرف الدير باسم دير سانت كاترين.


دير الشهيدة العظيمة سانت كاترين بجبل سيناء


تابع : مشاهير القديسات المعاصرات للبابا بطرس الأول 


 القديسة أنسطاسيا
تذكار إستشهادها  - عام 285م ]
 القديسة أنسطاسيا

سيرة الشهيدة العظيمة القديسة أنسطاسيا )


مقدمة
كانت القديسة أنسطاسيا (بمعنى قيامة) من أشرف وأرقى عائلات مدينة القسطنطينية ، وكان والدها يشغل منصباً رفيعاً في القصر الإمبراطوري ، ومن هنا فقد تمتَّعت بحياة ملؤها السعادة والرفاهية، وكان لها حق دخول القصر والتنزُّه في حدائقه بحرية تامة كبنت من بنات أشراف مدينة القسطنطينية. وعلاوة على سموِّ ونُبل أخلاقها، فقد حباها الله جمالاً بارعاً، فكانت جميلة الخِلْق والخُلُق على حدٍّ سواء.

عفاف أنسطاسيا وبتوليتها 
لقد حدث أن سمع الإمبراطور جوستنيان كثيراً عن أنسطاسيا وعن سمو أخلاقها وجمالها الأخَّاذ، فأُعجب بها أشد الإعجاب الأمر الذي دفعه إلى أن يُقْدِم على الزواج منها، بالرغم من أنه متزوِّج من الإمبراطورة ثيئودورة (527-548م)، والتي كانت ما تزال على قيد الحياة، والتي نما إلى مسامعها ما كان ينوي عليه زوجها الإمبراطور جوستنيان. فتمكَّنت الغيرة منها، وبدأ الخلاف يدبُّ بينهما في القصر، في الوقت الذي عَزَفَت وانصرفت أنسطاسيا الوديعة عن كل مناصب القصر ومباهجه الزائلة، لأنها كانت قد نذرت نفسها لحياة البتولية، وأحبَّت أن تعيش حياة العفة والطهارة.
في هذا الصدد - يقول البابا أثناسيوس الرسولي في مدح البتولية:
{ أيتها البتولية يا هيكل الله، مَسْكن الملك العظيم، خيمة العَليِّ، يا متشبِّهة بالفردوس. أنتِ مستحقَّة أن تنالي الخيرات من الله. أيتها البتولية يا وريثة غير الفاني، فيكِ يستريح خالق البشر}.
حاولت أنسطاسيا أن تبحث عن طريقة مُثلى تستطيع بها أن تُكرِّس كل وقتها وحياتها لخدمة الرب ، فلجأتْ إلى مُرشدها الروحي القديس أنبا ساويرس بطريرك أنطاكية (513-538م)، حيث كانت بينهما رسائل روحية متبادَلة، كان يوجِّه فيها أنسطاسيا لِمَا فيه خلاص نفسها. وأخيراً، وبعد صلاة عميقة وقوية وتفكير عميق ومشورة الأب الروحي، حسمت أنسطاسيا أمرها واتَّخذت قرارها بالهرب من القصر، واضعة نُصْب عينيها مدينة الإسكندرية، حيث أسَّست هناك دير الميل التاسع غرب مدينة الإسكندرية ، الذي سُمِّيَ فيما بعد بدير الزجاج، وأصبح ديراً للرهبان)، وكان هذا الدير من أحب الأديرة إلى قلب القديس البطريرك ساويرس الأنطاكي، والذي دُفِنَ فيه بعد نياحته.

الهروب إلى البرية
حدث بعد هذه الأمور أن توفيت الإمبراطورة ثيئودورة عام 548م، وعلى الرغم من مرور كل هذه السنين إلاَّ أنَّ قلب الملك كان لا يزال متعلِّقاً بأنسطاسيا، وشَعَرَ أنها من الممكن أن توافق على الزواج منه بعد وفاة الإمبراطورة، حيث لا يوجد عائق أو سبب يمنعها الآن. فأصدر أوامره بالبحث عنها في كل ربوع الإمبراطورية، شرقاً وغرباً، وبالأخص في مناطق الأديرة.
وإزاء ذلك لم تجد الراهبة القديسة أمامها سوى أن تتزيَّا بزيِّ الرهبان، وأن تُطلق على نفسها اسم ”انسطاسيوس الخادم“، متجهة نحو برية شيهيت، قاصدة دير القديس أنبا مقار. وهناك سجدت عند أجساد التسعة والأربعين شهيداً، ثم تقابلت مع إيغومانس البرية أنبا دانيال وقصَّت عليه أمرها(7). وحينئذ قرَّر الشيخ المدبِّر أن يُسكِنها في إحدى المغائر البعيدة عن الدير، ورَسَمَ لها قانوناً روحياً يُناسب حياة الوحدة في المغائر والجبال، ثم عيَّن لها تلميذاً مُطيعاً يُرسله مرةً كل أسبوع دون أن يسأل الأب أنسطاسي (الراهبة أنسطاسيا) عن شيء سوى أن يأخذ شقفة موضوعة على باب قلاية الأب مكتوبٌ عليها احتياجاته، ثم يضع جرَّة الماء أمام القلاية في صمتٍ، وينصرف.
إستمر التلميذ في خدمة الأب أنسطاسي (القديسة أنسطاسيا) لمدة 28 سنة دون تذمُّر أو حُب فضول. وكان أنبا دانيال يزورها مرة كل يوم أحد ليُناولها من الأسرار المقدسة، ولم يكن أحدٌ يَعْلَم بحقيقة أَمْر أنسطاسيا سوى أنبا دانيال وحده فقط.
وفي يومٍ ما أحضر التلميذ قطعة الخزف، وكان مكتوبٌ عليها: ”أحضِر الأدوات وتعالَ هنا إليَّ“، ولم يكن التلميذ يعلم شيئاً كعادته. وعندما قرأ أنبا دانيال ما كتبَتْه على قطعة الخزف، عَلِمَ أنَّ القديسة أنسطاسيا على وشك أن تنتهي أيام غربتها على الأرض، وقال لتلميذه: ”الويل للبرية الداخلية، لأن عموداً عظيماً سيسقط فيها، هَلُمَّ يا ابني، احمل الأدوات وسِرْ بنا على عَجَلٍ لنلحق بالقديس الشيخ لئلا نُعدَم صلواته، لأنه ماضٍ إلى الرب“.
ولما ذهبا، وجداها مريضة بحُمَّى شديدة، فقال لها أنبا دانيال (على اعتبار أنها راهب): ”مغبوطٌ أنتَ لأنك اهتممتَ بهذه الساعة ورفضتَ المملكة الأرضية“. فقالت له: ”مغبوطٌ أنت يا إبراهيم الجديد صاحب ضيافة المسيح، لأنه كم من ثمرات اقتبلها ربنا من يديك“. ثم طلب منها الشيخ أن تُبارِك تلميذه، فصلَّت هكذا قائلة: ”يا إلهي الذي وفَّقتَ هذه الساعة لتصرفني من هذا الجسد، الذي يعرف المسافات وكم تعب معي من أجل اسمك، أَعْطِه روح آبائه، روح إيليا مع أليشع“.
كما أوصت أنبا دانيال أن يُرسلها إلى القبر كما هي، وطلبت أن تتناول من الأسرار المقدسة. ولما تناولت، أشرق وجهها، ثم رشمت نفسها بعلامة الصليب، وهي تقول: ”يا ربي في يديك أستودع روحي " .
وللوقت انتشرت رائحة ذكية عطرة، فبكى أنبا دانيال وتلميذه، وحفرا قبراً أمام المغارة، وقال أنبا دانيال لتلميذه : " أَلبسه هذه الأكفان فوق ملابسه ".
وعندما قام التلميذ بإلباسها الكفن فوق ملابسها التي كانت من الليف، أبصر ثديي القديسة مثل ورق الشجر الجاف من شدة النسك. وبعد أن دفنها القديس دانيال وتلميذه وصلَّيا، قال الشيخ لتلميذه : " فلنحِلَّ صومنا ، ونعمل محبةً وإحساناً من أجلها " . ثم حَمَلا ضفيرة خوص كانت قد ضفرتها، وانصرفا إلى قلايتهما.
وأثناء سيرهما قال التلميذ للشيخ أنبا دانيال: ”علمتُ أنَّ هذا العابد كان امرأة، لأني لمَّا كفَّنته رأيتُ ثدييه ثديي امرأة وكأنهما ورقتان ذابلتان“. فقال له أنبا دانيال: ”يا بُنيَّ قد علمتُ أنها امرأة من قبل“. وروَى له تاريخ حياتها وأعلمه أنها تنكَّرت وتزيَّت بزيِّ الرجال وخدمت الرب في البرية ثماني وعشرين سنة، ولم يَعْلَم أحدٌ بأمرها.
كما أوصى أنبا دانيال تلميذه قائلاً: ”أُعلمك، يا ولدي الحبيب، أنَّ هذه المرأة قد سبقت مراتب قديسين كثيرين وأبطال مُجاهدين. فقد وصلت إلى الدرجة الرفيعة العالية، لأنها من أعرق أُسر الأشراف، وجاهدت ضد العدو الشيطان، وقمعت جسدها، وأفنت أيامها في خدمة الله، ورفضت العالم وشهواته. أما نحن فقد كُنَّا (قبل الرهبنة) بالكاد نشبع من الخبز، ولمَّا جئنا إلى الرهبنة صارت لنا راحة، ولم نستطع أن نقتني فضيلة واحدة مما اقتنته هذه القديسة التي سمَّت نفسها: "أنسطاسيوس الخادم".


الأباطرة الرومان المعاصرين للخدمة
دقلديانوس - Diocletian 
Maximian مكسيميان -
 284م - 305م
305 م - 311 م



البدع والهرطقات المُعاصرة

ظهور بدعة آريوس وإنتشارها
لقد حاول البابا بطرس الأول إرجاع أريوس عن مُعتقده الخاطئ ، ولما لم يقبل حرمه البابا وحرم تعاليمه الخاطئة ، وبالتالي مُنع من ممارسة الشماسية والتعليم.
كان البابا بطرس قد رأى رؤية في أثناء سجنه وإذ السيد المسيح ـ واقف بثوب ممزق فقال له : "من الذي مزّق ثوبك يا سيدي"، قال "أريوس". 
ففهم البابا بطرس - بناء على إعلان سماوي - حتى لو تظاهر أريوس بالتوبة سوف يكون مخادعًا ، وأنه سوف يشق الكنيسة .
وعلى ذلك ـ قام البابا بطرس بإستدعاء تلميذيه ( أرشلاوس أو (أخيلاس) - ، وألكسندروس ، وحذّرهما من أريوس ومن محاللته مهما تظاهر بالتوبة. 
وبعد أن نال البابا بطرس إكليل الشهادة ، وتولى تلميذه أرشلاوس الكرسي حاول أريوس أن يتظاهر بالرجوع عن معتقده الخاطئ بأسلوب ملتوي ، فخالت على البابا أرشيلاوس حيلة أريوس ، فحاللـه ، ورقاه إلى درجة القسّيسية بعد أن كان شماسًا مُكرسًا ، بعد أن كان محرومًا بواسطة البابا بطرس خاتم الشهداء. 
ومما جعل أحد الآباء في كنيستنا - يقول أنه من مراحم الله ، أن البابا أرشلاوس لم يدم على الكرسي سوى ستة أشهر فقط وإلا إنتشرت الأريوسية.


إستشهاد البابا بطرس الأول
لقد قضي البابا بطرس الأول فترة تجاوزت العشرون عاماً في خدمة بيعة الرب في مصر ، قام  خلالها بتحمل مسئوليات الخدمة بصبر وإحتمال عظيم ، في ظل فترة عصيبة من تاريخ إضطهاد الكنيسة المسيحية في سائر أنحاء الإمبراطورية الرومانية - بما فيها الكنيسة القبطية - وجاهد في الإيمان بإخلاص ومحبة حقيقية لله ولكنيسته التي في مصر ، حاملاً صليب الآلام مع ربنا وإلهنا يسوع المسيح خلال عصور الإضطهاد الأليمه ، فإستحق أن ينال إكليل البر بالإستشهاد على إسم الرب يسوع في عام 306م .
بركة شفاعته القوية تكون معنا آمين .




القديس البابا بطرس " خاتم الشهداء "

تعليقات
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إرسال تعليق

الاسمبريد إلكترونيرسالة

التصنيفات
تاريخ البطاركة201 مقالات تاريخية67 تاريخ الحضارة المصرية القديمة46 مقالات متنوعة27 مقالات في التاريخ24 تاريخ الكتاب المقدس23 أبحاث تاريخية21 مصر في العصر اليوناني21 تاريخ مصر القديم16 تاريخ مصر في العصر الروماني16 تاريخ الإمبراطورية الرومانية15 الاباطرة الرومان14 تاريخ مصر في عصر الإسلام14 تاريخ مصر في عصور الإسلام13 قسم المخطوطات13 تاريخ الحروب الصليبية | موسوعة شاملة في تاريخ الحملات الصليبية12 موسوعة الحروب الصليبية12 تاريخ البدع والهرطقات11 مقالات متنوعة في التاريخ11 موسوعة آباء الكنيسة11 أبحاث تاريخية | تاريخ المتاحف الكبرى في مصر والعالم10 تاريخ الإمبراطورية الرومانية الشرقية10 موسوعة الكنائس والأديرة10 تاريخ الرهبنة المصرية9 تاريخ الكنيسة9 تاريخ الحروب الصليبية8 دراسات في تاريخ الكنيسة القبطية8 تاريخ الكون6 موسوعة الآباء الرهبان6 بطاركة الإسكندرية5 أبحاث تاريخية | تاريخ الجامعات المصرية4 تاريخ البطالمة4 تاريخ الحملات الصليبية | مشاهير قادة الجيوش الصليبية4 دراسات في التاريخ العربي الإسلامي4 مكتبة المرئيات4 أبحاث تاريخية | تاريخ الأسكندرية عبر العصور3 أبحاث تاريخية | حريق القاهرة في يناير عام 1952م3 تاريخ الجامعات المصرية3 تاريخ الحضارات الإنسانية الأولى3 تاريخ روما القديم3 تاريخ مصر في عصور الإسلام | العصر العثماني | الأسرة العلوية3 مصر في العصر الجمهوري3 مصر في العصر اليوناني | مقدمة3 أبحاث تاريخية | الإسكندر الأكبر2 أبحاث تاريخية | التاريخ المصري القديم2 أبحاث تاريخية | الحروب الصليبية في تاريخ مصر2 أبحاث تاريخية | المتحف المصري2 أبحاث تاريخية | تاريخ الكنيسة2 أبحاث دينية ولاهوت2 التاريخ الطبيعي للأرض2 تاريخ الانسان الاول2 تاريخ البطاركة | مقدمة عن تاريخ الكنيسة القبطية2 تاريخ الثورات في مصر2 تاريخ مصر في العصر الجمهوري2 تاريخ مصر في العصر الروماني | فصل خاص عن تاريخ الإمبراطورية البيزنطية ما بعد الإسلام2 تاريخ مصر في العصر اليوناني2 تاريخ مصر في عصر الإسلام | الدولة العثمانية | تاريخ الأسرة العلوية2 تاريخ مصر في عصر الإسلام | عصر الأسرة العلوية2 تاريخ مصر في عصر الإسلام | عصر الدولة الأيوبية2 تاريخ مصر في عصر الاسلام | جرائم العرب المسلمين في مصر2 حياة الديناصورات2 مصر في عصر الإسلام | عصر الخلفاء الراشدين2 مصر في عصور الإسلام | عصر الخلفاء الراشدين2 مقالات في الدين2 أبحاث الكتاب المقدس1 أبحاث تاريخية | أكتشاف الصليب المقدس1 أبحاث تاريخية | تاريخ أقدم القصور في مصر والعالم1 أبحاث تاريخية | تاريخ الحملات الصليبية1 أبحاث تاريخية | حياة الأسد المرقسي1 أبحاث تاريخية | رحلة العائلة المقدسة إلى مصر1 أبحاث تاريخية | رحلة العائلة المقدسة إلى مصر21 أبحاث تاريخية | مقدمة عن تاريخ الحملات الصليبية1 أبحاث تاريخية حصرية | الحملة الفرنسية على مصر1 أبحاث تاريخية حصرية | محمد على باشا الكبير | تاريخ الأسرة العلوية1 أبحاث في اللاهوت والعقيدة1 إنسان العصر الحجري ومراحل التطور | تاريخ الإنسان عبر العصور1 التاريخ الطبيعي وأوائل الكائنات1 العصر العثماني | إكتشاف حجر رشيد1 العصر العثماني | الحملة الفرنسية على مصر1 تاريخ الأرض الطبيعي1 تاريخ الإمبراطورية الرومانية الغربية1 تاريخ العالم | القرن الرابع الميلادي1 تاريخ الكون وبداية نشأة الحياة على كوكب الأرض1 تاريخ الكون وبداية نشأة كوكب الأرض | فيديو أحدث الإكتشافات العلمية في مجال علم الفضاء1 تاريخ المسيحية في مصر1 تاريخ مصر في عصر الإسلام | عصر الدولة الأموية1 تاريخ مصر في عصور الاحتلال | عصر الجمهورية1 جرائم العرب المسلمون في مصر | الكاتب / أشرف صالح1 حضارات ما قبل التاريخ | حضارات ما قبل الطوفان العظيم1 دراسات في الكتاب المقدس1 دراسات في تاريخ الإسلام1 دراسات في تاريخ العالم القديم1 قاموس القديسين والشهداء1 مصر عصر الإسلام | عصر الدولة العباسية | الدولة العباسية الثانية1 مصر في العصر الإسلامي | مقدمة الكاتب أشرف صالح عن تاريخ العرب القديم ما قبل الإسلام1 مصر في عصر الإسلام1 مصر في عصر الإسلام | الدولة الإخشيدية1 مصر في عصر الإسلام | الدولة الطولونية | مقدمة عن الدولة الطولونية1 مصر في عصر الإسلام | العصر الأموي1 مصر في عصر الإسلام | العصر العباسي | الدولة العباسية الأولى1 مصر في عصر الإسلام | جرائم عمرو بن العاص | حرق مكتبة الأسكندرية1 مصر في عصر الإسلام | دراسات في تاريخ الإسلام وحكم مصر1 مصر في عصر الإسلام | عصر الدولة العباسية الرابعة1 مصر في عصر الإسلام | عصر الدولة العثمانية | تاريخ الأسرة العلوية1 مصر في عصر الإسلام | عصر المماليك البرجية الشركسية1 مصر في عصر الإسلام | مصر في عصر الخلفاء الراشدين1 مصر في عصور الإحتلال | عصر الدولة الأيوبية1 مصر في عصور الإحتلال | عصر الدولة العباسية الثالثة1 مصر في عصور الإحتلال |عصر المماليك1 مصر في عصور الإسلام | العصر الجمهوري1 مصر في عصور الإسلام | عصر الدولة العباسية1 مقتطفات من حياة البطاركة1 موسوعة أقباط مصر1 موسوعة أنبياء العهد القديم1 موسوعة المؤرخون الأوائل1 موسوعة مصر التاريخية الشاملة1 موسوعة مملكة الأرض الجغرافية1