لم تَكُن الأسرة السابعة والعشرون [ ويُرمز لها بالرمز : XXVII ] ، هي الأسرة الأولى التي حكمت مصر من أصول غير مصرية ، بل سبقتها الأسرة السابعة عشر ،والتى كانت تتألف من الهكسوس " سلالة الملوك الرُعاة " ، والذين حكموا مصر قرابة المائة عام.
الملك قمبيز الثاني
هذا - وتُعرف الأسرة السابعة والعشرين أيضاً بإسم [ الساتراپي ] ، وهذا الإسم - يُنسب إلى مقاطعة ( ساتراپي ) ، إحدى مقاطعات الإمبراطورية الفارسية الأخمينية في الفترة ما بين سنة 525 ق.م. وسنة 404 ق.م.
تاريخ ملوك الأسرة السابعة والعشرون
1 - الملك قمبيز الثاني
الملك قمبيز الثاني
لقد تـُوِّج قمبيز الثاني ، ملكاً على مصر في صيف نفس العام ، لتبدأ أول فترة من فترات الحكم الفارسي لمصر - والتى تُعرف بإسم فترة حكم : ( الأسرة السابعة والعشرين ). ثم حدث بعد ذلك أن إندمجت مصر حينئذٍِ مع قبرص وفينيقيا ، ليشكلوا فيما بينهم ما عُرف فيما بعد بإسم : [ الساتراپي السادسة ] ، في الامبراطورية الأخمينية الفارسية ، مع تعيين أرياندس الساتراپ (حاكم الإقليم).
وقد شَهِدَ عهد قمبيز إنخفاض كبير للموارد المالية للمعابد الفرعونية المصرية ، أحد مرسوماته ، مكتوباً على بردية بالخط الديموطي أمر بوضع حد على النفقات لكل المعابد المصرية ، بإستثناء منف ، ( والتي تقع بالقرب من أبوصير ) ، وقد غادر قمبيز مصر في حوالي مطلع سنة 522 ق.م ، ليموت وهو في طريقه إلى فارس ، بكيفية غامضة ، وكذلك إختفاء جيوشه بكيفية عجيبة لا يُعرف لها تفسيراً حتى الآن.
2 - الملك بارديـــــــا
بعد موت الملك قمبيز الثاني ، خلـَفه إسمياً على سِدة الحُكم ، ولفترة وجيزة شقيقه الأصغر برديا ، بالرغم من أن المؤرخين المعاصرين له يقترحون أن برديا كان في الواقع گئومات ، المُنتحل ، وأن برديا الحقيقي قد قـُتـِل قبل بضع سنوات على يد قمبيز الثاني ، غالباً بسبب الغيرة.
3 - الملك داريوس الأول [ داريوش الأول ]
( فترة الولاية الأولى )
قام الملك داريوش الأول ، بقيادة إنقلاباً ضد "برديا" في سبتمبر من ذلك العام ، مطيحاً به ، وتـُوِّج ملكاً وفرعوناً في الصباح التالي.
وكملك فارسي جديد ، أمضى داريوش الأول معظم وقته في إخماد التمردات في أرجاء الامبراطورية.
4 - الملك بوتوباستيس
في أواخر عام 522 ق.م - أو مطلع 521 ق.م - قاد أمير محلي مصري تمرداً ، وأعلن نفسه الفرعون پتوباستيس الثالث ، ولم يُعرف حتي الآن السبب الرئيسي لهذا التمرد ولكن المؤرخ العسكري اليوناني القديم پوليانوس ذكر في هذا الصدد يقول : السبب كان الضرائب الباهظة المفروضة من الساتراپ أرياندس.
نقش الملك بوساستيس الثالث
3 - الملك داريوس الأول [ داريوش الأول ]
يستفيض المؤرخ پوليانوس في وصفه لتاريخ الملك داريوس فيقول - أن داريوش الأول زحف بنفسه على مصر ، ليصلها أثناء فترة حداد على وفاة الثور المقدس رسول پتاح.
وقد أصدر داريوش الأول إعلاناً أنه سوف يمنح مكافأة قدرها مائة تالنت للشخص الذي يمكنه جلب رسول جديد ، مما ترك أثراً طيباً في نفوس المصريين لتقواه ، حتى أنهم إنضموا زرافات لجانبه ، لنتهي التمرد.
نقش للملك داريوش ( داريوس الأول ) على صخرة بهيستون - إيران
وقد أوٌلى داريوش الأول إهتماماً كبيراً للشئون الداخلية لمصر ، أكثر من قمبيز ، فشرّع قوانين لمصر ، وأكمل حفر نظام قنوات في السويس ، يسمح للسفن بالمرور من البحيرات المُرة إلى البحر الأحمر ، وهو مسار أفضل من سلوك الطريق البري في الصحراء الجرداء.
هذا الإنجاز سمح للملك داريوش الأول بإستيراد العمال المهرة والحرفيين المصريين لتشييد قصوره في فارس.
وقد أدى ذرع لنزيف أدمغة في مصر ، بسبب خسارة أولئك العمال المهرة، مما أسفر عن انخفاض ملموس في نوعية العمارة والفن المصريين من تلك الفترة - إلا أن داريوش - كان أكثر إهتماماً بدعم المعابد المصرية عن قمبيز ، مما أضفى عليه سُمعة التسامح الديني في المنطقة.
وفي 497 ق.م ، أثناء زيارة قام بها داريوش الأول لمصر ، أُعدِم أرياندس بتهمة الخيانة ، غالباً لمحاولته إصدار عملة عليها صورته ، وهي محاولة واضحة لإبعاد مصر عن باقي الإمبراطورية الفارسية .
وقد توفي داريوش الأول في 486 ق.م ، وخلـَفه خشايارشا الأول.
6 - الملك خشارياشا الأول
بمجرد إرتقاء خشايارشا العرش ، تمردت مصر مرة أخرى ، هذه المرة بقيادة پسماتيك الرابع ، وبالرغم من أن المصادر تختلف على تلك التفصيلة ، وسرعان ما أخمد خشايارشا التمرد ، منصـِّباً شقيقه أخيمينس كساتراپ.
وقد أنهى الملك خشايارشا الوضع التفضيلي لمصر في عهد الملك داريوش ، ورفع قيمة الجزية الواجب تحصيلها من مصر ، ربما لتمويل غزوه اليونان - وبالاضافة لذلك - فقد روّج خشايارشا للإله الزرادشتي ( أهورا ) ، وذلك على حساب الآلهة المصرية التقليدية القديمة ، وأوقف إلى الأبد ، عمليات تمويل إنشاء تماثيل مصرية ، وقد أغتيل خشايارشا في 465 ق.م - على يد أرتابانوس ، ليبدأ صراع في الأسرة الحاكمة إنتهى بتتويج أردشير الأول ملكاً وفرعوناً.
7 - الملك أردشير الأول [ أرتازركسيس ]
في سنة 460 ق.م - نشب تمرد مصري آخر ، بقيادة زعيم ليبي اسمه إيناروس الثاني ، بمساعدة معتبرة من أثينيي اليونان ، وقد ألحق إيناروس الهزيمة بجيش يقوده أخيمينس ، وقتل الساتراپ أثناء التمرد ، وإستولى على منف ، ثم أصبح مُسيطراً على أجزاء شاسعة من مصر ، وقد حدث أن إنهزم إيناروس وحلفاؤه الأثينيون ، أمام جيش فارسي بقيادة الجنرال مگابيزوس في 454 ق.م - وبالتالي - تقهقر ، وقد وَعَدَ مگابيزوس إيناروس ، ألا يلحق به ضرر إذا ما إستسلم للسلطات الفراسية ، وهو ما وافق عليه إيناروس ، إلا أن أردشير سرعان ما أعدم إيناروس ، بالرغم من أن طريقة الإعدام ، وتاريخه هما موضع خلاف حتى الآن ، وقد توفي أردشير في 424 ق.م.
نقش الملك أردشير الأول
8 - الملك خشارياشا الثاني
بعد وفاة الملك أردشير ، تولى خشايارشا الثاني حكم فقط لمدة خمساً وأربعين يوماً ، إذ قتله شقيقه صغديانوس - إلا أن صغديانوس بدوره - كان قد أًغتيل على يد شقيقه أوخوس ، الذي أصبح داريوش الثاني.
الملك خشارياشا الثاني
9 - داريوس الثاني [ داريوش الثاني ]
بعد موت الملك " خشارياشا الثاني " تولى داريوش الثاني حكم مصر في الفترة من سنة 423 ق.م - إلى سنة 404 ق.م ، وبالقرب من نهاية عهده نشب تمرد بقيادة أميرتايوس ، ولعله بدأ في 411 ق.م .
الملك داريوس الثاني
في نحو العام 405 ق.م - قام أميرتايوس ، بمساعدة من مُرتزقة كريتيين ، بطرد الفرس من منف ، معلناً نفسه فرعوناً في العام التالي ومنهياً الأسرة السابعة والعشرين.
أثار منحوته في الصخر يرجع تاريخها إلى عصر الملك داريوس الثاني
بعد وفاة الملك داريوش الثاني ، تولى أردشير الثاني مقاليد حكم مصر ، وقد قام بمحاولات عديدة من أجل حشد تجريدة لإستعادة مصر ، ولكن بسبب صعوبات سياسية مع شقيقه قورش الأصغر ، فقد تخلى عن ذلك الجهد ، وقد ظل أردشير الثاني مُعترَفاً به كالفرعون الشرعي في أجزاء من مصر حتى 401 ق.م ، بالرغم من أن رد فعله البطئ للموقف سمح لمصر أن ترسخ إستقلالها.
( سقوط الأسرة السابعة والعشرين )
أثناء فترة الحكم المستقل ، حكمت ثلاث أسر محلية - عُرفت بإسم : الأسرة الثامنة والعشرون والتاسعة والعشرون والثلاثون.
( محاولة إستعادة السيطرة الفارسية على مصر )
لقد حاول الملك أردشير الثالث (358 ق.م.) إحتلال وادي النيل لفترة ثانية قصيرة (343 ق.م.) ، والتي تُسمى الأسرة الحادية والثلاثون ، ولكنها لم تَدٌم طويلاً ، حيث قام الإسكندر الأكبر بالقضاء على فلول فارس تماماً ، وطردهم من أرض مصر ، لتبدأ مصر عصراً جديداً في تاريخها - هو العصر " اليوناني " .
إرسال تعليق